الاثنين، مارس 14

اضطرابات النمو الجسدي وقصر القامة

أولا: اضطرابات النمو الجسدي وقصر القامة
Short stature

النمو هو عبارة عن عملية تغيير وتزايد في حجم وطول الجسم, ويحتاج النمو الطبيعي إلى تضافر عدة عوامل هامة منها وجود جينات سليمة وتغذية متوازنة واستقرار نفسي وخلو من الأمراض.
ويبدأ النمو من فترة ما قبل الولادة أثناء الحمل ويستمر حتى انتهاء فترة البلوغ ويقدر الطول الطبيعي للمولود (50 سم) ويتضاعف إلى (100 سم) مع بلوغه العام الرابع و(150 سم) عند بلوغه 13 عاماً وينمو بمعدل 5 سم سنوياً بين 3 – 12 عاما.
ويعاني ما يقارب 5% من الناس في جميع المراحل ألعمريه من قصر القامة ويحدد قصر القامة لدى الأشخاص مقارنة بالأشخاص المحيطيين بهم وهناك جداول بيانات في كثير من الدول المتقدمة لتحديد النمو الجسدي وكثير من الأطباء يستعينوا بتلك الجداول البيانية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية للنمو الطبيعي كما أن هناك جداول بيانية خاصة ببعض الدول.






طريقة قياس الطول

عموماً عند الاشتباه بأن نمو الطفل ليس طبيعياً فينبغي زيارة الطبيب الذي سيحدد الوزن والطول الصحيح للمريض ويضعه على الجدول البياني فإذا وجد أن الطول أقل من 5% على الرسم البياني أو أن سرعة النمو بطيئة أقل من (4 سم) في العام فعلى الطبيب البدء في تقصي الأسباب أو إحالة المريض لطبيب مختص.
وهناك نوعان من قصر القامة نوع متناسق يكون هناك تساوي بين طول اليدين الممتدة مع طول القامة ونوع غير متناسق.



الأسباب الرئيسية لقصر القامة :

أولاً- اسباب عائلية:

فمن المعروف أن المورثات تنتقل من الأبوين إلى المولود وطول القامة من ضمن الخصائص التي يتم توريثها للأبناء فإذا كان أحد الوالدين قصير القامة فإن هناك احتمالية أن يكون إبنه قصيراً كذلك.
ولكن الأمر نسبياً بالطبع فليس كل الأبناء يكونوا بطول واحد حيث كل منهم يتعرض لعوامل بيئية مختلفة نسبياً.
وهناك معادلة تساعد على تحديد متوسط الطول المورث للإبن حيث نحسب [ طول الأب + طول الام ÷ 2 ]+ 7 سم للأولاد[ أو [ - 7 سم للبنات] فيعطينا المعدل المتوقع لطول الأبناء بعد البلوغ.
ويكون معدل طول الوالدين في هذا النوع اقل من المعدل الطبيعي وينمو الطفل بتسارع ثابت غير انه في الحدود الدنيا لسرعة النمو

ثانياً- أسباب بنيوية:

حيث يكون طول الوالدين طبيعياً وطول الطفل طبيعيا في العامين الأولى من عمره ثم يبدءا النمو في التباطؤ, ويستمر كذلك حتى سن الثاثه عشره وهو تحت الطول الطبيعي وما يلبث أن يزداد النمو سرعة تدريجياً حتى يصل للطول الطبيعي,
وعادة ما يكون البلوغ متأخراً ويستمر النمو إلى فترة متأخرة قد تصل إلى العشرين من العمرً ويتميز هؤلاء بتأخر ما يسمى العمر العظمي لديهم عند عمل أشعة لليد وهؤلاء لايحتاجون إلى علاج سوى تطمين نفسي وغذاء متوازن وعدم مقارنتهم بأقرانهم.

ثالثاً- أسباب غذائية :

وهذه من أهم وأكثر أسباب ضعف النمو ويلاحظ إنخفاض شديد في الوزن بالإضافة لتوقف النمو وقد يكون السبب نقص كمي في الغذاء كما يشاهد في بعض الدول الفقيرة أو عدم القدرة على تناول كمية كافية من الغذاء لوجود أمراض في الجهاز الهضمي كالترجيع مثلاً أو عدم معرفة الأم بطرق الرضاعةالسليمه وكمية الحليب المعطى للطفل الرضيع أو سوء في إمتصاص الطعام

وقد يكون النقص كيفي وليس كمي مثل نقص الحديد أو فيتامين (د) أو أي من المعادن والفيتامينات المعروفة أو البروتين الغذائي,
وعلاج هذه الحالات بإعطاء الغذاء المتوازن كما وكيفاً من بروتينات (لحوم, دجاج, أسماك, وحليب) وكربوهيدرات (نشويات وسكريات) ودهون وتوفير المعادن والفيتامينات (الفواكه والخضار والبقوليات).

رابعاً- الأمراض المزمنة :

وهذه أيضاً من أكثر اسباب قصر القامة شيوعاً مثل الربو المزمن, الفشل الكلوي, الإلتهابات المزمنة والإسهال المزمن وسوء الإمتصاص. ويتم علاج المسبب الرئيسي فمثلاً الربو حيث هو واسع الإنتشار فيتم التأكد من أن المريض يتلقى العلاج المناسب ولا يعاني من صعوبات في التنفس ومالم يتم علاج المرض الأساسي والسيطرة عليه فإن نمو المريض لن يتحسن.

خامساً- الأمراض الوراثية :

وهذه قائمة طويلة من الأمراض يكون فيها القصر شديداً وقد تكون مصحوبة بأمراض أخرى مثل التخلف العقلي , أمراض العظام , أمراض القلب, والكبد ومن أكثرها شهرة متلازمة داون ومتلازمة تورنر وبرادر ويلي – وقد أتفق كثيراً من خبراء النمو على أن مرضى متلازمة تورنر من المهم علاجهم بهرمون النمو حيث أن لديهم قدرات عقلية طبيعية في معظم الأحيان وقد يستجيبوا للعلاج.


متلازمة نونان احد أسباب ضعف النمو



سادساً- ضعف النمو قبل الولادة:

الوزن الطبيعي عند الولادة 2.5 – 4 كجم وقد وجد أن بعض المواليد اقل من 2 كجم يكون نموهم ضعيفاً ، ولهذا يجب متابعة هؤلاء الأطفال خلال العامين الأولين من العمر وإذا وجد أن لديهم ضعف بالنمو فإنه ينبغي علاجهم بهرمون النمو وقد ثبت استجابة كثيراً منهم للعلاج الهرموني.

سابعاً- الأسباب النفسية:

أثبتت دراسات عديدة أن وجود الطفل في بيئة غير مستقرة نفسياً يبطء نموه بصورة كبيرة وعند نقل بعض هؤلاء الأطفال إلى بيئات صالحة لوحظ تغيير سريع في معدل النمو لديهم،
لذا فمن المهم العمل على توفير البيئة المناسبه والمريحة للطفل حتى يتكامل نموه الجسدي والنفسي.

ثامنا- اسباب هرمونية:





طفله مصابه بنقص هرمون النمو وطفل طبيعي نفس العمر











ومن ذلك نقص هرمون النمو وضعف الغدة النخامية وقصور الدرقية وجارة الدرقية وزيادة الكورتيزون أو نقصه أي من هذه الأسباب قد يسبب ضعف شديد في النمو


تاسعا- النمو الغير متناسق:

وغالباً ما يكون بسبب تشوه في نمو العظم ومن العوامل المسببه لذلك لين العظام وضعف الغدة الدرقية واختلال نمو العظم الوراثي ويكون عدم التناسق واضح في بنية الجسم ويظهر ذلك عند قياس طول اليدين الممتدة والذي من المفترض ان يكون مقارب لطول الجسم .



nature.com
قصر قامة نتيجة تشوه عظمي





الفحوصات

عمل صورة كامله للدم والكيمياء ووظائف الكلى والعظم والغدة الدرقية وتحليل البول والبراز واشعة للعمر العظمي.



المعالجة

كما ذكرت سابقاً فلا بد من معرفة المسبب لضعف النمو ومن ثم العلاج حسب السبب , فإذا كانت التغذية فلا بد من توفير الغذاء المتوازن ذو الطاقة العالية (المكسرات – اللحوم –الزيوت - الفواكه – التمر – القمح- البيض -التونه وغيرها).
إذا كان مرض عضوي فيتم التركيز على علاجه والتأكد من أن المريض لا يعاني من أثار المرضى.
أما نقص الهرمونات فيتم إعطاء الهرمون البديل المناسب ومن أكثرها شيوعاً هو نقص هرمون الغدة الدرقية وهناك علاج متوفر وبسيط لهذا المرض.
وهرمون النمو أحد العلاجات الهامة في هذا المرضى وهو مصنع بطريقة الهندسة الوراثية وتم استعماله الآن لأكثر من 25 سنة وهناك دواعي متفق عليها لاستعمال هرمون النمو وهي:
1. نقص هرمون النمو الوراثي أو المكتسب.
2. الفشل الكلوي.
3. متلازمة تورنر
4. قصر القامة المصاحب لنقص الوزن الشديد عند الولادة
أما بقية الدواعي لاستخدام هذا الهرمون فهي مختلف عليها بين المختصين في أمراض النمو.
وإذا كان السبب نفسياً فلا بد من توفير البيئة الملائمة السليمة.
أما الأسباب البنيوية لقصر القامة فهي مشكلة مؤقتة حيث أن الطول النهائي يكون طبيعياً ، إذا ما علينا إلا أن نعمل على تطمين الشخص بأن الأمور ستكون جيدة و لا داعي للقلق وتجنب المقارنة بالأشخاص الآخرين.