السبت، أبريل 9

البول السكري (مرض السكر)

Diabetes Mellitus


هو حالة ارتفاع مزمن لسكر الدم ينشأ عن نقص أو اضطراب في إفراز الأنسولين.
وقد عرف مرض السكر منذ الآف السنين حيث وجد في بعض مخطوطات الفراعنة ما يشير الى وجود المرض وذلك بوصف مرض احد ملوكهم عند مرضه بنفس الأعراض المعروفة لمرض السكر.
وبعد قرون عديده تم تحديد اسم المرض بالبول السكري بعد ان تم اكتشاف وجود السكر في البول من تجمع الذر على بول الشخص المصاب بالسكر.
وكان يعالج المريض بالحمية الغذائية فقط , ثم تتالت الاكتشافات حيث اكتشفت أدوية مخفضه للسكر ثم الانسولين الحيواني ثم الانسولين البشري.








أنواعه

هناك نوعان رئيسيان لمرض السكر ويتميز كل منها ببعض العلامات.
1. النوع الأول أكثر إنتشاراً في الأشخاص الأقل من 30 عاماً بينما يصيب النوع الثاني الأشخاص الأكبر سناً فوق الأربعين عاماً في الأغلب غير أنه قد يصيب الأصغر سناً وحتى عشرة أعوام.


2. النوع الثاني يصيب الذين يعانون من زيادة في الوزن فزيادة الوزن تزيد إحتمالية الإصابة بالنوع الثاني.
3. النوع الأول يعتمد على العلاج بالأنسولين فقط حيث هناك نقص شديد في إفراز الأنسولين بسبب تحطم خلايا البنكرياس بينما النوع الثاني قد يتم علاجه بالحمية أو الحبوب المخفضة للسكر أو الأنسولين.
4. النوع الأول يصاحبه حموضة في الدم خطيرة عند توقف العلاج أو عند المرض العارض ويندر وجود الحموضة الدموية في النوع الثاني.


إنتشار المرض

ازدادت نسبة انتشار المرض بين الناس في الأعوام الأخيرة , فالنوع الأول تصل نسبته إلى مريض لكل 500 شخص(500:1), أما النوع الثاني فهو واسع الإنتشار إذا تزيد نسبة عن (20%) من سكان منطقة الخليج العربي.


الأعراض

أما أعراض المرض فتشمل العطش الشديد وكثرة شرب الماء وكثرة التبول والإرهاق ونقص الوزن والتعرض للعدوى والإصابة بالالتهابات الجرثومية والفطرية.


التشخيص

كما سبق أن ذكرنا أن التشخيص يعتمد على قياس نسبة السكر في الدم أو البول , يقاس التحليل للصائم فاذا كان فوق (126 مجم/ دسم) أو بعد الأكل فوق (180 مجم/ دسم) فإن المريض لديه السكر , وجود السكر في البول يحدد بالدرجات من (4:1 درجات) وهذا التحليل يفتقد إلى الدقة التشخيصية.



كيف يصاب الشخص بالسكري


في النوع الأول:
معظم الحالات لديها إستعداد وراثي وعند إصابه الشخص بإصابة فيروسية أو جرثومية محدده فإن الجسم يكّون أجسام مضادة وهذه الأجسام تتراكم وتزداد ثم يحدث تغيير في الشفرة لدى جهاز المناعة فيبدأ بتسليط هذه الأجسام المضادة نحو خلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين (خلايا بيتا) ويبدأ بتحطيمها تدريجياً , وعند وصول نسبة تدمير الخلايا لأكثر من 80% من خلايا بيتا , عندها تبدأ علامات السكر بالظهور.
عموماً فإن هذه المراحل تستغرق فترة تصل أحياناً لسنوات حتى يتم تحطيم خلايا الأنسولين بالكامل.


أما النوع الثاني:
فله أسباب متعددة منها أن خلايا بيتا ليست قادرة على إفراز كمية كافية من الأنسولين , ومنها أن الجسم يصبح مقاوم للأنسولين فلا يستجيب للمستويات العادية من الأنسولين , ويكثر النوع الثاني من الأنسولين في الذين يعانون من زيادة في الوزن.



اسمرار وخشونة بجلد الابط ينذر بالسكري






طرق العلاج


يتم علاج النوع الأول مباشرة بالأنسولين ولا يمكن للمرضى أن يستغنوا عنه.
والأنسولين يختلف حسب مدى تأثيره فمنه قصير المدة سريع المفعول ويعمل خلال (5 دقائق) ولمدة ساعتين مثل aspart , Apidra , ومنه عادي او صافي Regular ويعمل خلال (30 دقيقة) ولمدة (4 ساعات) , ومنه متوسط بالزنك NPH يعمل خلال ساعتين ولمدة (8 ساعات) , ومنه بطيء مثل اللانتوس Lantus ويعمل لمدة (24 ساعة).
ويجب العمل على ضبط السكر في حدود (100-180 مجم/دسم) وذلك بإعطاء الكمية المناسبة من الأنسولين والعدد الكافي من الجرعات , فالإنخفاض الشديد للسكر يؤدي إلى مشاكل عصبية خطيرة مثل التشنجات العصبية والغيبوبة وغيرها.
والإرتفاع المستمر للسكر فوق ( 200 مجم/دسم) أيضاً يؤدي إلى مشاكل مزمنة سوف نتطرق لها لاحقاً لأهميتها.
ومن البرامج المجربة إستعمال جرعة من الأنسولين طويل المفعول مثل لانتوس بالإضافة إلى جرعات أنسولين سريع قبل الوجبات وهذه الطريقة تساعد كثيراً في ضبط السكر وتجنب المضاعفات.


ضرب الابر بزاوية مائلة





ضرب الابر بزاوية قائمة عند وجود طبقة شحمية كافية






كذلك من الممكن استعمال الصافي مع العكر , أو المخلوط , مرتين او ثلاث مرات يوميا , وكلما اعطينا جرعات اكثر فان المضاعفات تقل , حيث نتجنب الجرعات العاليه عند اعطاء ثلاث او اربع جرعات وعادة ماتتراوح جرعة الانسولين اليومية من نصف وحدة الى وحدة ونصف انسولين لكل كجم من وزن الشخص.

مضخة الأنسولين : وتحتاج إلى استعداد أكثر لعمل التحاليل ومتابعة السكر بالإضافة إلى التكاليف العالية لإستخدامها , غير أنها قد تؤدي إلى مستوى جيد ومتوازن من السكر عند إتقان برمجتها وإستعمالها بوعي , وتجدر الإشارة إلى أهمية التحليل المنزلي لسكر الدم لتلافي إضطرابات السكر ولمعرفة الجرعة الصحيحة للمريض خصوصاً قبل زيارة الطبيب حيث يساعد الطبيب المعالج على ضبط الجرعة الصحيحة للأنسولين ويتم عمل التحاليل قبل الأكل وبعد الأكل بساعتين , كذالك يتم عمل تحليل الهيموجلوبين السكري كل ثلاثة أشهر والذي يعطي صورة عامه عن مستوى السكر خلال الثلاثة أشهر السابقة للتحليل.







مخفضات السكر الفموية

وتستعمل في النوع الثاني ولا تستعمل في النوع الأول إطلاقا وهي على نوعين نوع يزيد من افراز الانسولين مثل ادوية السلفنايل يوريا Sulfonylurea والنوع الاخر يعمل على تحسين حساسية الخلايا للانسولين وبالتالي يستجيب الجسم للانسولين بصورة افضل ومن ذلك الجلوكوفاج Glucophage .

بالنسبة للنوع الثاني من السكر: فيتم البدء بالحمية والرياضة للتخفيف الوزن فإذا لم تكفي للسيطرة على السكر تحت مستوى 200مجم /دسم فإنه يتم إضافة الأدوية المخفضة للسكر مثل السلفنايل يوريا ويتم زيادة الجرعة تدريجياً فإذا لم يتم ضبط السكر فإنه يتم إضافة الأنسولين بالطريقة المذكورة سابقاً, أما بالنسبة للتغذية والرياضة فلا تختلف عن علاج النوع الأول والتي سبق ذكرها.

ثانياً: التمارين الرياضية

من المهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وأقل ذلك المشي لمدة نصف ساعة يومياً خصوصاً إذا كان المريض يعاني من زيارة الوزن فسيكون من المفيد جداً ممارسة التمارين اليومية.

ثالثاً: التغذية

للتغذية دور هام في معالجة مريض السكر، وهناك جانبين هامين في العلاج الغذائي الجانب النوعي والجانب الكمي , فمن ناحية النوعية فينبغي تناول الطعام المتنوع والذي يحوي البروتينات بنسبة والكربوهيدرات والدهون.
والبروتين يفضل اللحوم البيضاء كالدجاج والطيور, والدهون يفضل الزيوت الغير مشبعة وتوجد في الزيوت النباتية كزيت الزيتون وزيت الذرة وزيت زهرة الشمس .
أما الكربوهيدرات فينبغي أن تكون ذات الألياف العالية كخبز البر، القمح والشعير والدخن , والخضار والورقيات النية والمطبوخة والفواكه الصلبة. ومن الممكن الاستعانة بالهرم الغذائي في تحديد نسبة الاطعمة كما هو موضح ادناه.





وهناك برنامج البدائل والحصص الغذائية حيث يتم استبدال أي طعام بنوع مماثل من حيث كمية السعرات الحرارية والتي تسهل كثيرا علاج المريض



مضاعفات مرض السكري

اولا: المضاعفات حادة

إنخفاض السكر

قد يحصل إنخفاض مفاجئ للسكر عند المريض مثل عند تفويت أحد وجبات الطعام أو الزيادة في جرعة الأنسولين فيحصل إنخفاض مفاجئ في السكر , ولهذا ننصح المريض بحمل قطع من السكر أو العصير لتناولها عند الضرورة , وأحيانا نشاهد مريض السكر يعاني من دوخة أو غيبوبة فيبقى من الضروري الإسراع في إعطاءه أي نوع من الأغذية الحلوة أو السكر ويستحسن العصيرات أو العسل يوضع تحت شفة المريض إذا كان في غيبوبة ويستمر في إعطاءه جرعات غذائية صغيرة حتى الإفاقة ويتم نقله لأقرب مستشفى.

حموضة الدم

والتي تحصل بسبب نقص في كمية الأنسولين المعطى خصوصاً في النوع الأول ويتم العلاج بإعطاء السوائل والأنسولين داخل المستشفى وذلك لخطورتها والحاجة إلى المتابعة الدقيقة أثناء فترة العلاج.




ثانيا: مضاعفات مزمنة

وتحصل بسبب الارتفاع المزمن لسكر الدم وذلك لسنوات عديدة قد تصل إلى عشرة سنوات مما يؤدي إلى تغيير مرضي في الأوعية الدموية في كثير من أعضاء الجسم مثل الكلى والشبكية والأعصاب الطرفية والأقدام وغيرها مما يؤدي إلى ضيق تدريجي في الشرايين والأوعية وتدهور في وظائف الأعضاء.
ويكفي أن نعلم أن المسبب الأول في الفشل الكلوي والعمى في العالم هو مرض السكري



تضخم الشحوم من ابر الانسولين








جرح القدم السكرية









يزداد التعرض للجلطات










الوقـايـــة

يمكن العمل على تجنب الإصابة بالنوع الثاني من السكر بتخفيض الوزن الزائد والمحافظة على الوزن الطبيعي للشخص وكذلك ممارسة الرياضة بصورة منتظمة كالمشي , الجري , السباحة , وتمارين اللياقة وغيرها.
كذلك فهناك إمكانية تجنب مضاعفات السكري بمتابعة مستوى السكر في الدم وتناول الجرعات المناسبة من العلاج والالتزام بالحمية الغذائية والتمارين الرياضية وهذا لا يتأتى إلا بزيارة الطبيب بصورة منتظمة وإتباع الإرشادات السليمة